الفكر الإسلامي والفلسفة اليونانية - إمو التعليمية

Post Top Ad

أعلن هنا

Post Top Ad

السبت، 18 مارس 2017

الفكر الإسلامي والفلسفة اليونانية

إعلانك هنا

لقد سارت الفلسفة اليونانية على النهج الذي خطه لها سقراط حينما جعل غايتها الأولى والأساسية البحث عن "الماهيات" أو الجواهر الثابتة للأشياء، كماهية الحب والجمال وعن جوهر الأخلاق والفضيلة...

%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D9%2583%25D8%25B1+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A5%25D8%25B3%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2585%25D9%258A+%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D9%2584%25D8%25B3%25D9%2581%25D8%25A9+%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25A7%25D9%2586%25D9%258A%25D8%25A9
الفكر الإسلامي والفلسفة اليونانية

الشيء الذي دفع بـأفلاطون إلى تطوير نظرية الماهيات هذه فقال "بعالم المثل" المجردة التي يرجع إليها كل شيء في العالم المحسوس، وجعل غاية الفيلسوف إدراك ذلك العالم المجرد بصفة دائمة ومستمرة. ثم جاء المنطق الصوري الأرسطي يؤكد بصفة نهائية عزوف الفكر اليوناني عن التجربة والتقليل من شأن "الاستقراء" واعتباره من المستويات السفلى من المعرفة.

وهذا كله يتعارض كليا مع طبيعة الفكر الإسلامي انطلاقا من القرآن الكريم ومفكري الإسلام، ذلك الفكر الذي أثبت تشبثه الدائم بالتجربة واعتبارها مع العقل، عنصران لا ينفصلان ابدا في كل محاولة " للمعرفة الصحيحة". ومن تم جاء عزوف مفكري الإسلام عن الخوض في تفكير ميتافيزيقي أو البحث عن الجواهر كما كان يفعل الفلاسفة اليونان، وفضلوا البقاء ضمن ميدان التجربة خصائصها المحسوسة، كما قال كانط "التجربة هي الشرط الذي لا يرتفع في كل معرفة إنسانية صادقة".

كان سقراط يقصر همه على عالم الإنسان وحده وكان يرى أن معرفة الإنسان معرفة حقة، انما تكون بالنظر في الإنسان نفسه، لا بالتأمل في عالم النبات والهواء والنجوم. وما أشد هذا مخالفة لروح القرآن الذي يرى في النحل على ضألة شأنه محلا للوحي الإلهي، والذي يدعو قارئه دائما إلى النظر لتصريف الرياح المتعاقب، وفي تعاقب الليل والنهار والسحب، والسماء ذات النجوم، والكواكب السابحة في فضاء لا ينتهي. وكان أفلاطون وفيا لتعليم استاذه سقراط الذي قدح في الإدراك الحسي، لأن الحس في رأيه يفيد الظن ولا يفيد اليقين. وما أبعد هذا القول عن القرآن الكريم الذي يعد السمع والبصر أجل نعم الله على عباده، ويصرح بأن الله وتعالى سيسألهما يوم القيامة عما فعلاه في الحياة الدنيا. وقد فات هذا الأمر المتقدمين من علماء المسلمين الذين عكفوا على درس القرآن بعد أن بهرهم النظر الفلسفي القديم. فقرأوا القرآن على ضوء الفكر اليوناني. ومضى عليهم أكثر من قرنين من الزمان قبل أن يتبين لهم في وضوح غير كاف أن روح القرآن تتعارض في جوهرها مع تعاليم الفلسفة القديمة. كل ذلك انتهى بمفكري الإسلام إلى مناقضة الفكر اليوناني بعد أن أقبلوا في بداية حياتهم العقلية على دراسته في شغف شديد.

ذلك أنهم لم يفطنوا أول الأمر لتعارض جوهر القرآن مع نظرة الفلاسفة اليونان للوجود، وبما أنهم قد وثقوا بفلاسفة اليونان، أقبلوا على فهم القرآن في ضوء الفلسفة اليونانية. وكان لا بد من اخفاقهم في هذا السبيل لأن روح القرآن تتجلى فيها النظرة الواقعية، في حين تميزت الفلسفة اليونانية بالتفكير النظري المجرد واغفال المحسوس.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

  • 5765

    Posts
  • 3

    Comments
  • 368833

    Pageviews

تواصل معنا

أكثر من 600,000+ يتابعون موقعنا عبر وسائل التواصل الإجتماعي إنظم إلينا الآن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن الموقع

Sans+titre+copy«إمو التعليمية» هي مدونة إلكترونية متخصصة في مجال الأسرة والمجتمع والتكنولوجيا الإلكترونية الهدف من هذا القانون هو نشر الثقافة التقنية للجميع من خلال سلسلة من المقالات والدورات التعليمية المجانية ، اعتقادا منها أنه يجب نشر العلم ، وليس بيعه ، لجذب انتباه المعلمين العرب وتحفيزهم على التدوين في الميدان من تقنيات التعليم لنشر أفكارهم وخبراتهم. تقوم المدونة بترجمة أهم المقالات والأخبار على المواقع الأجنبية
معرفة المزيد ←

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *