روى الترمذي عن أبي سعيد يرفعه: [فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة سنة](هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه). وروى ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: [اشتكى فقراء..
وروى ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: [اشتكى فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فضل الله به عليهم أغنياءهم. فقال: يا معشر الفقراء ألا أبشركم؟ إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم خمسمائة عام...
وروى البخاري عن أبي ذر قال: [كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة فاستقبلنا أحدٌ فقال: يا أبا ذر، قلت: لبيك يا رسول الله، فقال: ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً تمضي على ثالثة وعندي منه دينار إلا شيئاً أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا، عن يمين وعن شماله ومن خلفه، ثم مشى فقال: إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وقليل ما هم].
إذًا فالإسلام دعوة للغنى، وهو يطلب من أتباعه أن يكونوا أغنياء؟
ومرة أخرى أقول لك: لا ليس الإسلام دعوة للغنى، ولا يوجب على أتباعه أن يكونوا أغنياء.
إذًا فماذا يطلب الإسلام من أتباعه؟ وما هو المطلوب من المسلم أن يكون غنيًّا أو أن يكون فقيراً؟ وبم خوطب المكلف وطولب؟
الإجابة أن الشرع يطلب من المسلم أن يكون عاملاً بأوامر الله، ساعيًّا لتحصيل مرضاة الله، راضيًّا بما قسم الله، ثم لا يضره بعد ذلك أن يكون غنيًّا أو يكون فقيراً.
فليس الإسلام دين الغنى ولا هو دين الفقر، وإنما هو دين العمل لله، أن تكون عبدًا لله وحده لا لأحدٍ غيره، سواء كنت أغنى الناس أو كنت أفقر الخلق. المهم هو أن تقوم بحق الله عليك وبواجب الحال.
فهل الغني أفضل عند الله أم الفقير؟
وقد اختلف الناس في أيهما أفضل عند الله، الغني الشاكر أم الفقير الصابر، ـ إذا اعتبرنا القيام بحق العبودية، وواجب الحال من صبر أو شكر ـ وانتهى كلام السادة العلماء أن أفضلهما أتقاهما، وأقومهما بحق الله عليه في حاله.. فالفقير بالرضا والصبر وعدم التسخط، والتعفف وعدم التطلع والاستشراف إلى ما في أيدي الناس، والغني بشكر المنعم ببسط اليد بالنفقات في وجوه البر والخير، وبذل الإحسان والنفقة لمستحقيها.
وقد اختلف الناس في أيهما أفضل عند الله، الغني الشاكر أم الفقير الصابر، ـ إذا اعتبرنا القيام بحق العبودية، وواجب الحال من صبر أو شكر ـ وانتهى كلام السادة العلماء أن أفضلهما أتقاهما، وأقومهما بحق الله عليه في حاله.. فالفقير بالرضا والصبر وعدم التسخط، والتعفف وعدم التطلع والاستشراف إلى ما في أيدي الناس، والغني بشكر المنعم ببسط اليد بالنفقات في وجوه البر والخير، وبذل الإحسان والنفقة لمستحقيها.
فليس لأحدهما الأفضلية المطلقة وإنما كل بحسب حاله وقيامه بواجب الوقت، فلا ينبغي أن يفرح غني بغناه إلا إذا وفقه الله بالقيام بحق المال، من أخذ من حله، ووضع في حقه.. ولا ينبغي أن يحزن فقير لفقره طالما أن الله وهبه نعمة الصبر والرضا بقضاء الله.. وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق